أفضل الملابس المقاومة للبلل

09/12/2006 هل تحب ممارسة الرياضة؟ وهل فكرت في شراء ملابس رياضية مناسبة تشعر فيها بالراحة أثناء ممارسة الرياضة، بدلا من الملابس التقليدية؟
ان التوجه الحديث لصانعي الأزياء والملابس عموما، وليست الرياضية فقط، هو التركيز على الجانب الوظيفي لهذه الملابس، وبالأخص منها الملابس الداخلية، البعض يطلق على هذه الملابس اليوم أيضا اسم الملابس الداخلية الحرارية، ويشرح اختصاصيو الملابس هذا المصطلح بالقول 'ان الملابس الداخلية الحرارية ملابس مصنعة من أقمشة خاصة، تنتج من نسيج غير قابل للبلل بالماء أو الرطوبة، أي بالعرق تحديدا، مما يحول دون تبلل الشخص بعرقه اثناء الحركة والنشاط البدني، لأن هذه الملابس تمتص العرق وتوزعه بين طبقاتها الواقية، بفضل ذلك لا يلتصق الزي بالجسم اثناء مزاولة الرياضة، ويشعر الرياضي بالراحة وتصبح الرياضة بالنسبة له مصدرا للتشويق والاستجمام'.

لا للقطن لأنه يشع برودة!
أكثرية الناس مازالت حتى اليوم تستخدم الملابس الداخلية القطنية (الفانلات والشورتات القطنية). والقطن بالتأكيد مادة مريحة للجسم ولا تثير حساسية الجلد، ولكنه غير مناسب على الاطلاق لمزاولة الرياضة في الشتاء، فهو يمتص كميات هائلة من العرق ويزداد وزنه، ويلتصق بالجسم ويشعر مرتديه بالبرودة الشديدة.
وحسب الطب الرياضي، فإن 'رد فعل الجسم على البرد هو إغلاق شرايينه، مما يؤدي الى تباطؤ الدورة الدموية وسوء تغذية اعضاء ومناطق الجسم بحاجاتها من الدم، والنتيجة البديهية لذلك هي تردي أداء العضلات وعموم الاداء الفيزيائي للجسم، كما ان برودة الجسم عموما يمكن ان تلحق الأذى بالكليتين على وجه الخصوص، وتحجم من قدرات نظام المناعة عموما، وتصيب الإنسان بنزلات البرد'.
لقد بدأ منتجو الملابس الرياضية منذ فترة غير قصيرة يفتشون عن أقمشة غير قابلة للبلل، وتتسم بالقدرة العالية على تنظيم درجة الحرارة، بمعنى الاحتفاظ للجسم بدرجة حرارة مقبولة، والحيلولة دون ارتفاعها أو انخفاضها الشديدين، والحد من تبلل الجسم بالعرق، وتوفير الشعور بالراحة لمرتديها.
في هذا المجال أقبل المنتجون على استخدام الأنسجة الصناعية المتنوعة الأشكال وبالأخص منها البوليبروبيلين والبوليستر، وبعد اضفاء التعديلات المناسبة على التركيبة الصناعية لهذه الأنسجة أصبحت الملابس الرياضية المصنعة منها تتمتع بإقبال المستهلكين، ذلك لكونها لا تتشبع بالسوائل تقريبا، وتجف بسرعة شديدة، كما انها باتت في الآونة الأخيرة قريبة الشبه جدا الى الانسجة القطنية الطبيعية، حتى ليصعب على المرء التمييز بين النسيجين، ومن سماتها الأخرى المتميزة والبعيدة الأهمية انها لا تثير حساسية الجلد أو البشرة.

استثمار مجد؟
بعض الناس قد ينفر من شراء هذه الازياء الرياضية الحديثة، بسبب ارتفاع اسعارها نسبيا، ويعود ارتفاع الاسعار الى تكاليف البحث العلمي في مجال الانسجة الصناعية وتطويرها، وتحسين صفاتها الفيزيائية والكيميائية، وكذلك الى تعقيد تكنولوجيا انتاجها.
والحقيقة ان الزي الرياضي المصنع من الانسجة الصناعية يمتاز بقدرته العالية على الاحتفاظ بشكله الاصلي، بدلا من التمدد او الانكماش الذي كثيرا ما يصيب الازياء التقليدية بعد عدة مرات من ارتدائها او غسلها، ذلك يطيل عمر الزي المصنع من الانسجة الصناعية، مقارنة بسواه، من هذا المنظور يمكن اعتبار الاستثمار في شراء مثل هذه الازياء الرياضية الحديثة استثمارا مجديا، خاصة ان بعض الازياء القطنية ذات الماركات العالمية الشهيرة لا تقل سعرا عن الملابس الرياضية المنتجة من الانسجة الصناعية.
ويفترض بالمرء ان يختار الملابس الرياضية انطلاقا من نوع الرياضة التي يمارسها. ولكن من الخطأ الظن بأن شراء قطعة واحدة من الملابس المصنعة من الانسجة الصناعية الحديثة سيكفي لسد حاجة الانسان الذي يزاول الرياضة والحركة بنشاط وكثرة، فمبدأ العناية بالصحة في فصل الشتاء البارد ينطلق من ارتداء عدة طبقات من الملابس الدافئة دفعة واحدة، ويكون الزي في العادة مؤلفا من ثلاث طبقات لكل منها دوره ووظيفته، هذا المبدأ لا يسري فقط على ازياء الرياضة وانما على عموم ملابس الشتاء، فمن الافضل ان يكون المرء مرتديا ما يزيد عن حاجة جسمه لتوفير الدفء له، بدلا من ارتداء القليل من الملابس وتعريض الجسم للبرد مع انخفاض درجات الحرارة.
الطبقة الاولى من الزي الرياضي وظيفتها تخليص الجسم من العرق. الطبقة الثانية هي الطبقة العازلة اما الطبقة الثالثة فوظيفتها وقاية الجسم من المطر والرياح الباردة.
وحسب الاخصائيين، فإن الطريقة الصحيحة لاستخدام الازياء الرياضية الحديثة تقضي بأنه لا يجوز استخدام الملابس الداخلية التقليدية في وقت ارتداء الملابس الرياضية المنتجة من الانسجة الصناعية، فارتداء فانلة قطنية كلاسيكية مثلا تحت ملابس الرياضة ذات الطبقات الوظيفية يفقد هذه الملابس قيمتها، ويحول دونها واداء وظائفها، وسيحدث الشيء ذاته عند ارتداء جاكيت ضعيف القدرة على التهوية فوق الملابس الرياضية من الانسجة الصناعية.

ما هو الزي الأفضل؟
انتبه! لا تصدق البائع كثيرا حينما يمتدح احد الازياء الرياضية مبرزا سماته الايجابية 'الفريدة من نوعها'، فهو كثيرا ما يبالغ في الحديث عن هذه الايجابيات ويحاول اظهار سلعته في صورة افضل من الواقع، مؤكدا على سبيل المثال صلاحيتها للاستخدام الدائم وفي شتى الحالات، غير ان الواقع يقول شيئا آخر، فما من قماش مثالي للاستخدام في كل الحالات وجميع انواع النشاطات البدنية، فهناك قماش انسب لنوع معين من انواع الرياضة لا يكون مناسبا لممارسة رياضة اخرى.
والحقيقة ان الأمر يتطلب دوما حلا توفيقيا بين عدد من السمات المتباينة أو حتى المتضاربة للقماش، مثل درجة التهوية، ودرجة امتصاص العرق والرطوبة، ودرجة التدفئة، وكذلك الى اي مدى يكون القماش مريحا للمرء اثناء ارتدائه، ولا يجوز ان ننسى حقيقة بسيطة اخرى وهي ان لكل شخص قوامه الخاص به، وما قد يريح صديقك، قد لا يريحك انت بالضرورة. وعلى اي حال هناك قواعد عدة اساسية يمكن الاحتكام اليها اثناء اختيار القماش والزي المناسبين.
القاعدة الاولى هي ان تكون الطبقة الاولى للزي على مقاس الجسم تماما، ولا يجوز ان تخنق الجسم، او تحك الجلد وتثير حساسيته. من هنا ايضا تأتي القاعدة الثانية وهي ضرورة تجنب شراء الأزياء المخصصة للرجال والنساء في آن واحد، اي المسماة باليونيسكس.
وفي العادة يعرض المنتجون ازياء داخلية دافئة، رجالية واخرى نسائية وثالثة للأطفال، ولكل منها تصميمه الخاص به وقصته المميزة التي تتوالف مع جسم المرء. القاعدة الثالثة هي تجنب شراء الملابس التي تتصف بخشونة مواضع الخياطة (اي خشونة الغرز) لانها تحتاك بالجلد وتثير حساسية البشرة. اما المقاسات فهي متدرجة من اصغرها (XXS) إلى اكبرها (XXL).

أين الشراء؟
أفضل سبيل لشراء الملابس الداخلية بما فيها ملابس الرياضة هو اللجوء الى المتاجر المتخصصة في بيعها، فهناك سيجد المستهلك قطعا من يمكن ان يقدم له النصيحة المفيدة من بين طاقم العاملين. وتكون التشكيلة الاكثر تنوعا من هذه الملابس، ولكن لا يجوز ان ينسى المرء ان هذه المتاجر لا تركز فقط على الملابس، وانما تعرض جميع مستلزمات الرياضة بما في ذلك الادوات والتقنيات الرياضية المختلفة، مما يكون في العادة على حساب تشكيلة او نوعية الملابس والأزياء الرياضية التي تعرضها.
ولمن يملكون كروتا مصرفية مناسبة تتوافر اليوم امكانات كبيرة لشراء الملابس الداخلية والرياضية عبر شبكة الانترنت، وبأسعار تكون في العادة اقل من اسعار السلع في المتاجر نفسها، ويمكن الاستعانة اثناء ذلك بعدد من الجداول التفصيلية التي تصف بأدق التفاصيل مقاسات الازياء والملابس المعروضة مما يسهل على الزبون امكان الاختيار. مثلا طول الزبون، وقطر الصدر، والخصر، ومنطقة الحوض... الخ. واذا لم يساعدك ذلك على الشراء فانك تستطيع توجيه ما تشاء من اسئلة الى البائع عبر الانترنت. وغالبا ايضا ما يكون بمقدورك إعادة السلعة المشتراة في غضون 14 يوما من تاريخ شرائها ومن دون ذكر الاسباب.